من هدي النبوة - أمّهاتُ المؤمنينَ - مَناقِبُ خَديجةَ
من هدي النبوة
مَناقِبُ خَديجةَ رضيَ الله عَنها
عن أبي زُرعَة رضي الله عنه قال سمعتُ أبا هُريرة رضيَ الله عنه قالَ أَتى جِبريلُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا رسولَ الله هذه خَديجةُ أَتتْكَ مَعَها إناءٌ فيهِ إدَامٌ (طَعامٌ وشَرابٌ)فإذَا هيَ أَتتْكَ فَاقْرأْ عَليها السّلامَ مِنْ رَبّهَا ومِنّي،وبَشّرْهَا ببَيتٍ في الجنّةِ مِنْ قَصَبٍ لا صَخَبَ فيهِ ولا نَصَبَ."هذا حديثٌ صَحيحٌ مُتّفَقٌ على صِحّتِه مِن حَديث أبي هُريرة عبدِ الرّحمنِ بنِ صَخْر الدَّوسِيّ،كانَ مِن أَحفَظِ أَصحابِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وكانَ مِن أَهلِ الصُّفَّةِ ،ودَعا لهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بالحِفْظِ وقال:اللهُمَّ حَبِّبْهُ وأُمَّهُ إلى عِبادِكَ المؤمِنينَ"رَوى عنه العَدَدُ الكَثيرُ كأبي سلَمَةَ الزُّهريّ وأَبي زُرعَةَ.رواهُ البُخاري ومسلم. وأمّا قَولُه:مِن قَصَبٍ"القَصَبُ في هذا الحديثِ اللؤلؤ المجَوَّفُ،واسِعٌ كالقَصرِ المُنِيف.وكُلُّ عَظْمٍ أَجْوَفُ فِيه مُخٌّ فَهُوَ قَصَبةٌ.هكذا قالَهُ أهلُ اللُّغَةِ.
وقالَ شُريك بنُ عبد الله في تفسير هذَا الحديثِ:إنَّه مِن ذَهبٍ فيَحتَمِلُ أنّه أرادَ أنّه بِناءٌ مجَوَّفٌ مِنَ الذّهَبِ كالقَصرِ.
وقولُه:لا صَخَبَ"وقد رُوِي بالسّينِ أيضًا، "ولا نَصَبَ"الصَّخَبُ بالسِّينِ والصّادِ،اختِلاطُ الأصْوَاتِ وارتِفَاعُها،وقيلَ ليسَ فيهِ ما يؤذِي سَاكِنَه.
النَّصَب التَّعَبُ أي لا يَلحَقُها تَعَبٌ فِيه.
وهذَا لا يَقُولُه إلا عن النّبي صلى الله عليه وسلم ،لأنّه إخْبارٌ عن جِبريلَ،ولا يَعلَمُه إلا مِن جِهَةِ النّبيِ صلى الله عليه وسلم،وهذا كحديثِ عائشَةَ رضي الله عنها في بَدْئ الوَحْيِ.