الثَّباتُ والتَّضْحِيَةُ طاعةً للهِ
Sacrifice in Obedience - Adha 2013 - Audio
Sacrifice in Obedience - Adha 2013
الله أكبر (٩ مرات)* الحمد لله الذى جعل فِداءَ إسمعيلَ الذِبحَ العظيمَ* والصلاة والسلام على سيدنا محمدٍ ولدِ خليل الله إبراهيمَ* وعلى ءاله وصحبه ومن اقتفى دربَه القويمَ* أما بعد، عبادَ الله اتقوا الله. قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِىنَ ءَامَنُواْ قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ (التحريم ٦)
ثم إنه لما بلغَ إسماعيلُ ثلاثَ عشْرةَ سنةً من العُمر، امتحن الله إبراهيمَ عليه السلام إظهارًا لعلو شأنه وسرعة طاعته لمولاه. فأراه فى المنام أنه يذبح إسماعيل. وعرف إبراهيم أن هذا أمر من الله بذلك، فإن رؤيا الأنبياء وحىٌ وحقٌّ. فقال لابنه (قبل أن يذكر له شيئًا مما أُمر به): يا بُنىَّ خذ الحبلَ والمُديةَ ثم انطلِقْ بنا إلى هذا الشّـِعب (من شِعاب مكة خارج البلد). فلما توجَّه إلى الشّعب اعترضه عدوُّ الله إبليسُ ليصدَّه عن أمر الله. فرماه إبراهيمُ بحَصَيات. فمِن هنا كان رجمُ الجَمَرات، أى أنَّ المسلم لما يرمى الجِمار لا يطيع الشيطان. ولو ظهر له لرماه كما رماه إبراهيمُ عليه السلام.
فلما يئس إبليسُ من إبراهيم اعترض إسماعيلَ وهو وراء إبراهيم يحمل الحبل والشفرة. فقال له: يا غلامُ، هل تدرى أين يذهب بك أبوك؟ قال: يحطِب أهلَنا (يُحضر الحطبَ) من هذا الشّـِعب. قال: والله ما يريد إلا أن يذبحَك. قال: لِمَ؟ قال: زعم أن ربه أمره بذلك. قال: فليفعل ما أمره به ربُّه فسمعًا وطاعةً.
فلما امتنع منه الغلامُ ذهب إلى هاجَرَ أمّ إسماعيل وهى فى منزلها. فقال لها: يا أمَّ إسماعيل، هل تدرين أين ذهب إبراهيمُ بإسماعيل؟ قالت: ذهب به يحطِبنا من هذا الشّـِعب. قال: ما ذهب به إلا ليذبحَه. قالت: كلا! هو أرحمُ به وأشدُّ حبًّا له من ذلك. قال: إنه يزعُم أن الله أمره بذلك. قالت: إن كان ربه أمره بذلك فتسليمًا لأمر الله.
فرجع عدوُّ الله بغيظه لم يُصِب من ءال إبراهيم شيئًا مما أراد. قد امتنع منه إبراهيمُ وءالُه بعون الله وأجمعوا لأمر الله بالسمع والطاعة.
فلما خلا إبراهيمُ بابنه فى شِعْبِ ثَبِيرٍ[1] قال له:[2] يا بنىَّ إنى أرى فى المنام أنى أذبحُك! فانظُر ما تَرى.[3] قال: يا أبتِ افعل ما تؤمر. ستجدنى إن شاء الله من الصابرين. ويُروَى أنه قال له: يا أبتِ إن أردتَ ذبحى فاشدُد رباطى لا يصبْك شىء من دمى، فإن الموت شديد. وإنى لا ءامَن أن أضطرب عنده إذا وجدتُ مسَّه. واشحَذ شفرتَك حتى يكون ذلك أسرعَ فى الإجهاز علىّ. وإذا أنتَ أضجعْتَنى فكُبَّنى لوجهى على جبينى ولا تُضجعنى لشِقّـِى حتى لا تنظرَ فى وجهى ولا أرى الشفرةَ فأجزعَ. وإن رأيتَ أن ترُدَّ قميصى على أمّى، فإنه عسى أن يكون هذا أسلَى لها عنى، فافعل. فقال له إبراهيم: نعم العونُ أنت يا بُنىَّ على أمر الله. فربطه كما قال. وأوثقه وشحذ شفرته، ثم تلَّه للجبين.[4] واتقى النظرَ فى وجهه، ووضع الشفرة على حلقه. فناداه الملَك بأمر الله: يا إبراهيمُ صدقتَ الرؤيا. هذه ذبيحتُك فداءٌ لابنك فاذبحْها دونه. كما قال تعالى: ﴿ وفدَيناه بذِبح عظيم ﴾ أى بكبش أقرنَ أملحَ -سمينٍ كثير الشحم- صوفُه مثل العهن الأحمر، رعى فى الجنة أربعين سنة. فذبحه إبراهيم بمِنًى. وكان قرنا الكبش معلقَّين فى الكعبة حتى احترق البيتُ زمنَ ابن الزبير (٧٣ هـ) فاحترقا. قال التابعىُّ الفقيه الشَّعبىّ (١٦-١٠٣ هـ): رأيت قرنَىِ الكبش فى الكعبة. رواه الطبرىُّ.
إن فى قصة ءال إبراهيم العبرَ الكثيرة. منها أن إبراهيمَ وهاجرَ وولدَهما إسماعيلَ بادروا إلى طاعة الله. ولم يسمحوا للشيطان عدوّ العائلة أن يدخل فيما بينهم فردًا فردًا ليحرضَهم على معصية الله وعلى طرح الثقة برأس البيت. بل نفذوا أوامرَ الله. وفيها أن هاجرَ وإسمعيلَ كانا خيرَ العون لإبراهيم على طاعة الله. أما هاجرُ فقد رضيت بأن يتركَها إبراهيمُ وابنَها فى أرض قاحلة لا ماءَ فيها ولا أنيسَ إيمانًا بالله. ثم رضيت بأن يذبح إبراهيمُ ولدَها طاعةً لله. وإسماعيلُ الذى تركه أبوه فى صغره رضِىَ أن يذبحه أبوه طاعةً لله.
والتاريخ الإسلامىّ ملىءٌ بحوادث التضحيات وحسن الطاعات من قِبَل الأنبياء وأتباعهم. ومنها قصة الغلام والراهب التى قصَّها رسول الله صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم على أصحابه:
قِصَّةُ الغُلامِ والرَّاهِبِ
فى صحيح مسلم:
عَنْ صُهَيْبٍ بن سِنانٍ الرومىّ رضىَ الله عنه أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم قَالَ: "كَانَ مَلِكٌ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ. وَكَانَ لَهُ سَاحِرٌ. فَلَمّا كَبِرَ قَالَ لِلْمَلِكِ: إِنّى قَدْ كَبِرْتُ فَابْعَثْ إِلَىَّ غُلاَمًا أُعَلّمْهُ السّحْرَ. فَبَعَثَ إِلَيْهِ غُلاَمًا يُعَلّمُهُ. فَكَانَ فِى طَرِيقِهِ، إِذَا سَلَكَ، رَاهِبٌ. فَقَعَدَ إِلَيْهِ وَسَمِعَ كَلاَمَهُ. فَأَعْجَبَهُ.[5] فَكَانَ إِذَا أَتَى السّاحِرَ مَرّ بِالرّاهِبِ وَقَعَدَ إِلَيْهِ. فَإِذَا أَتَى السّاحِرَ ضَرَبَهُ. فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى الرّاهِبِ. فَقَالَ: إِذَا خَشِيتَ السّاحِرَ فَقُلْ: حَبَسَنِى أَهْلِى. وَإِذَا خَشِيتَ أَهْلَكَ فَقُلْ: حَبَسَنِى السّاحِرُ. فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَتَى عَلَى دَابَّةٍ عَظِيمَةٍ قَدْ حَبَسَتِ النّاسَ. فَقَالَ: الْيَوْمَ أَعْلَمُ السّاحِرُ أَفْضَلُ أَمِ الرّاهِبُ أَفْضَلُ؟ فَأَخَذَ حَجَرًا فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ أَمْرُ الرّاهِبِ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ أَمْرِ السّاحِرِ فَاقْتُلْ هَذِهِ الدّابّةَ حَتّىَ يَمْضِىَ النّاسُ. فَرَمَاهَا فَقَتَلَهَا. وَمَضَى النَّاسُ.
فَأَتَى الرّاهِبَ فَأَخْبَرَهُ. فَقَالَ لَهُ الرّاهِبُ: أَىْ بُنَىَّ، أَنْتَ الْيَوْمَ أَفْضَلُ مِنّـِى. قَدْ بَلَغَ مِنْ أَمْرِكَ مَا أَرَى. وَإِنّكَ سَتُبْتَلَى. فَإنِ ابْتُلِيتَ فَلاَ تَدُلَّ عَلَىَّ. وَكَانَ الْغُلاَمُ يُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَيُدَاوِى النّاسَ مِنْ سَائِرِ الأَدْوَاءِ.
فَسَمِعَ جَلِيسٌ لِلْمَلِكِ كَانَ قَدْ عَمِىَ. فَأَتَاهُ بِهَدَايَا كَثِيرَةٍ. فَقَالَ: مَا هَهُنَا لَكَ أَجْمَعُ، إِنْ أَنْتَ شَفَيْتَنِى. فَقَالَ: إِنّى لاَ أَشْفِى أَحَدًا. إِنّمَا يَشْفِى اللّهُ. فَإِنْ أَنْتَ ءامَنْتَ بِاللّهِ دَعَوْتُ اللّهَ فَشَفَاكَ. فَآمَنَ بِاللّهِ، فَشَفَاهُ اللّهُ.
فَأَتَى الْمَلِكَ فَجَلَسَ إِلَيْهِ كَمَا كَانَ يَجْلِسُ. فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: مَنْ رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ؟ قَالَ: رَبّـِى. قَالَ: وَلَكَ رَبٌّ غَيْرِى؟ قَالَ: رَبّـِى وَرَبُّكَ اللّهُ. فَأَخَذَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُعَذّبُهُ حَتّى دَلَّ عَلَى الْغُلامِ. فَجِىءَ بِالْغُلامِ. فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: أَىْ بُنَىَّ، قَدْ بَلَغَ مِنْ سِحْرِكَ مَا تُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَتَفْعَلُ وَتَفْعَلُ. فَقَالَ: إِنّـِى لاَ أَشْفِى أَحَدًا. إِنّمَا يَشْفِى اللّهُ. فَأَخَذَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُعَذّبُهُ حَتّى دَلَّ عَلَى الرَّاهِبِ.
فَجِىءَ بِالرّاهِبِ. فَقِيلَ لَهُ: ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ. فَأَبَى. فَدَعَا بِالْمِئْشَارِ، فَوَضَعَ الْمِئْشَارَ فِى مَفْرِقِ رَأْسِهِ. فَشَقّهُ حَتّى وَقَعَ شِقَّاهُ. ثُمَّ جِىءَ بِجَلِيسِ الْمَلِكِ فَقِيلَ لَهُ: ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ، فَأَبَى. فَوَضَعَ الْمِئْشَارَ فِى مَفْرِقِ رَأْسِهِ، فَشَقّهُ بِهِ حَتّى وَقَعَ شِقّاهُ.
ثُمَّ جِىءَ بِالْغُلاَمِ فَقِيلَ لَهُ: ارْجِعْ عَنْ دِينكَ. فَأَبَى. فَدَفَعَهُ إِلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ: اذْهَبُوا بِهِ إِلَى جَبَلِ كَذَا وَكَذَا، فَاصْعَدُوا بِهِ الْجَبَلَ. فَإِذَا بَلَغْتُمْ ذِرْوَتَهُ، فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ، وَإِلاّ فَاطْرَحُوهُ. فَذَهَبُوا بِهِ فَصَعِدُوا بِهِ الْجَبَلَ. فَقَالَ: اللّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ. فَرَجَفَ بِهِمُ الْجَبَلُ فَسَقَطُوا. وَجَاءَ يَمْشِى إِلَى الْمَلِكِ. فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ؟ قَالَ: كَفَانِيهِمُ اللّهُ.
فَدَفَعَهُ إِلَىَ نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ: اذْهَبُوا بِهِ فَاحْمِلُوهُ فِى قُرْقُورٍ، فَتَوَسَّطُوا بِهِ الْبَحْرَ. فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ وَإِلاّ فَاقْذِفُوهُ. فَذَهَبُوا بِهِ. فَقَالَ: اللّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ. فَانْكَفَأَتْ بِهِمُ السّفِينَةُ فَغَرِقُوا.
وَجَاءَ يَمْشِى إِلَى الْمَلِكِ. فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ؟ قَالَ: كَفَانِيهِمُ اللّهُ.
فَقَالَ لِلْمَلِكِ: إِنّكَ لَسْتَ بِقَاتِلِى حَتّى تَفْعَلَ مَا ءامُرُكَ بِهِ. قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: تَجْمَعُ النّاسَ فِى صَعِيدٍ وَاحِدٍ. وَتَصْلِبُنِى عَلَى جِِذْعٍ. ثُمّ خُذْ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِى. ثُمَّ ضَعِ السّهْمَ فِى كَبِدِ الْقَوْسِ. ثُمّ قُلْ: بِاسْمِ اللّهِ، رَبّ الْغُلَامِ. ثُمّ ارْمِنِى. فَإِنّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ قَتَلْتَنِى. فَجَمَعَ النّاسَ فِى صَعِيدٍ وَاحِدٍ. وَصَلَبَهُ عَلَى جِذْعٍ. ثُمّ أَخَذَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ. ثُمّ وَضَعَ السّهْمَ فِى كَبِدِ الْقَوْسِ ثُمّ قَالَ: بِاسْمِ اللّهِ، رَبّ الْغُلاَمِ. ثُمّ رَمَاهُ فَوَقَعَ السَّهْمُ فِى صُدْغِهِ. فَوَضَعَ يَدَهُ فِى صُدْغِهِ فِى مَوْضِعِ السّهْمِ فَمَاتَ. فقال النّاسُ: ءامَنَّا بِرَبّ الْغُلَامِ. ءامَنَّا بِرَبّ الْغُلَامِ. ءامَنَّا بِرَبّ الْغُلَامِ.
فَأُتِىَ الْمَلِكُ فَقِيلَ لَهُ: أَرَأَيْتَ مَا كُنْتَ تَحْذَرُ؟ قَدْ وَاللّهِ نَزَلَ بِكَ حَذَرُكَ. قَدْ ءامَنَ النّاسُ. فَأَمَرَ بِالأُخْدُودِ فِى أَفْوَاهِ السّـِكَكِ فَخُدّتْ وَأَضْرَمَ النّـِيرَانَ. وَقَالَ: مَنْ لَمْ يَرْجِعْ عَنْ دِينِهِ فَأَحْمُوهُ[6] فِيهَا. أَوْ قِيلَ لَهُ: اقْتَحِمْ. فَفَعَلُوا حَتّى جَاءَتِ امْرَأَةٌ وَمَعَهَا صَبِىٌّ لَهَا. فَتَقَاعَسَتْ أَنْ تَقَعَ فِيهَا. فَقَالَ لَهَا الْغُلَامُ: يَا أُمَّهِ اصْبِرِى، فَإنّكِ عَلَى الْحَقّ.[7]
أقول قولىَ هذا وأستغفر الله لى ولكم.
الله أكبر (٧ مرات)*
الحمد لله أوحى إلى عبده إبراهيم ما أوحى*
والصلاة والسلام على سيدنا محمدٍ فى صبيحة الأضحَى* وعلى ءاله وصحبه وتابعيه ومن ضَحَّى*
أما بعد، عباد الله اتقوا الله.
أحبائى، نحن اليوم فى فرحة شاملة ونعمة جامعة فى عيد الأضحى المبارك، عيد التضحية والفداء، عيد البَذل والسخاء. نسأل الله أن يعيده علينا وعلى المسلمين بالخير والبركة. إن هذا اليوم من أعظم أعيادنا وأجلّ مواسمنا.
ومن القُربات سُنَّةٌ متبعةٌ وشعيرةٌ محكمةٌ هى سنة الأضحية. والأصل فيه أى الدليل قوله تعالى: ﴿فصَلّ لربّـِكَ وانْحَرْ﴾ أى صلّ صلاةَ العيد وانحرِ النُّسُكَ (الأضحية).
ووقتها من صلاة العيد إلى ءاخر أيام التشريق.
ويُسنُّ توزيع ثلثها على فقراء المسلمين وإهداء ثلثها وأكل ثلثها.
ويسن التكبير خلف الصلوات المكتوبة من صبح يوم عرفة إلى عصر ءاخر أيام التشريق.
وءالاف المسلمين اليوم يؤدون فريضة الحج وهم على اختلاف طوائفهم يجمعهم الإيمان بالله وأنبيائه. ومن حج منهم حجا مبرورا خاليا من الفسق رجع خاليا من الآثام كيوم ولدته أمه.
فحرىٌّ بنا فى العيد أن نطيع ربنا بطلب العلم الواجب وأداء للصلوات المفروضات وباقى الواجبات وباجتناب المعاصى كلها. هذا يجعلنا جميعا على قلب رجل واحد معتصمين بحبل الله كما أمر الله.
ويستحب التوسعة على الزوجة والأولاد والأقارب وزيارتهم ومصالحة الخصوم من المسلمين. ولنذكر إخواننا المؤمنين فى مختلف بقاع الأرض الذين يتعرضون للقتل والهدم والإخراج من بيوتهم. اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات.
تقبَّل الله طاعاتكم، وغفر الله لنا ولكم، ورزقنا وإياكم حجَّ بيته وزيارةَ نبيّه ورؤيتَه صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
خطبة الأضحى فلادلفيا (الثلاثاء) ١٠ ذو الحجة ١٤٣٤ هـ/ ١٥ تشرين الأول 2013ر
[1]. ثَبِيرٌ جبل بين مكة ومِنًى. ويُرَى من مِنًى. وهو على يمين الداخل منها إلى مكة. مصباح
[2]. ﴿ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْىَ قَالَ يَا بُنَىَّ إنّـِى أَرَى فى الْمَنَامِ أَنّـِى أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِى إن شَاء الله مِنَ الصَّابِرِينَ* فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ* وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إبْرَاهِيمُ* قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إنَّا كَذَلِكَ نَجْزِى الْمُحْسِنِينَ* إنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ* وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ*﴾ (سورة الصافات ١٠٢-١٠٧)
[3]. فى النَّسفِىّ: لم يُشاوِرْه ليرجعَ إلى رأيِه ومشورتِه ولكن ليَعلمَ أيجزَع أم يصبِر.
[4]. تَلَّهُ فهو مَتْلُولٌ وتَليلٌ: صَرَعَهُ، أو ألقاهُ على عُنُقِهِ وَخَدِّهِ. قاموس
[5]. وفى رواية الضحاك: "فدخل فى دين الراهب." دليل الفالحين ١٨٧/١.
[6]. وفى رياض الصالحين: فأَقحِموه وذكره فى شرحه لمسلم.
[7]. كل ما فعله الغلام هو كى يصل إلى هدم ما كان عليه هذا الطاغية. فالمخاطرة لغير فائدة لا تجوز. أما لفائدة فإنها خصلة شريفة عند الله. فمن ذهب إلى ملك جائر فكلَّمه بكلمة حقّ يهدِم بها باطلا أو يُظهِر بها حقًّا فخاطر بنفسه فأدت المخاطرة إلى قتله كان ذلك منزلة عالية. فعلى هذا يُحمل حديث: "أفضلُ الجهاد كلمةُ حق عند سلطان جائر." وفى رواية: "أفضلُ الشهداءِ حمزةُ بنُ عبدِ المُطَّلِب، ورجل جاء إلى سلطان جائر بكلمة حق فقتله." وأمَّا إذا كان لا يرجو فائدة من المخاطرة فهلك فليس له أجر.